الأحد، 11 مايو 2008

أحلام زمان


حلمت كثيراً في السفر وكان وراء الحلم هيمه الذي حكى وعدد لي مزايا السفر وللاسف نسي ان يذكر لي العيوب ، كان يغمره نجاح السفر حيث أن لم يلبث كثيراً حتى عاد إلى بلده ومعه المال والسلاح والعتاد ليشتري سكن بمكان راقي بالقاهره ،
وبعد عاش فترة من الزمن يحلم بالسفر إلى الخارج ليتخلص من زحام الاتوبيس والسكن في بيت زوج اخته والسهر للفجر على مقاهي وسط البلد ، سمع عن ناس كتير سفرت ،،،انهى دبلوم صنايع بنجاح ولم يحضر ولا حصه في المدرسة إلا اول السنة واخر السنه والامتحانات
فبعد أن ترك محافظة المنوفية وانتقل إلى القاهرة كان ابراهيم عبد الجيد فتى وسيم جميل الملح حلو التقاطيع، تشعر أنه منظم ومهندم يبدو ذلك من مظهره وصاحب نظرات حادة وخصوصاً للفتيات الجميلات ، فلا ينظر إلا في عينها طمعاً أن يشبك الهوى ويجد فرصة للسفر ليحقق مآربه من جمع الثروه والتمتع ببنات الغرب زي ما بيشوف في افلام موفي تو اشتغل بفندق بوسط البلد في هوستل للشباب كان دائماً يحب الشفت الليلي علشان ما يظل السياح ريحين جيين زي الفترة الصباحية وفرصة أن يكون قريب من الاجانب ويتكلم معهم وجها لوجه .. كل وحدة جميله تجي المكان يرحب به ايما ترحيب .. وفي يوم جات وحده حلوه من الجنسية اليابانية اللي بتاكل بالعصايا حبات الارز والفول ... سكنها في أبعد غرفه في الفندق علشان ما حد يلاحظها وتكون تحت عنيه هو وبس ، والغرفة تقع في أعلى الفندق بجوار النت كافيه وقعد يتكلم معها ويقولها تيك كير ولو عايزي انييي سيرفس انا موجود ... قلت له البنت انا عايزه أزور وسط البلد وأشوف الاسواق والسيتي اوف ديس ( اي مدينة الموتى ) .. قالها كم تقعدي في مصر .. قالت له شهر ... قال لها كويس وبدأ يغير الشفت للصباح وكل يوم عم ابراهيم يأخد أوشين ويدور بيها هنا وهناك ويروح يفسحها مرة يخدها لسوق خان الخليلي وتسهر للصبح على الفيشاوي ومرة خدها لنيل كروز مركب في النيل وبعد ما شفت كل الاحتفال مثل معها الجزء الخاصة بسفينة تيتنك وحست البنت انها طايره من الفرح .. حدث ما حدث وتعلقت به البنت ،،، وقالها تجوزينى وافقت ولكن والدي البنت رفضوا تماماً راحت أوشين للسفارة اليابانية علشان تبلغهم بأنه هتجوز من ابراهيم عبد الجيد والسفارة كانت رافضه في البداية وجات اوشين تبكي وهاتك يا عياط لحد ما ابوها حن عليها ووافق على الجواز واتكتب لا براهيم حياه جديدة ولما علمت ادارة الهوستل بالموضوع ده
حدث ما لم يحمد عقباه
اتخذت ادارة الفندق اجراءات تعسفيه مع هيمه وهو اسم الدلع لابراهيم
أول شئ تم رفد السيد ابراهيم من الفندق
ولم يعد يملك المسكن الذي يعيش فيه ... فقد تزو ج الفتاه ويريد أن يقطن في مكان حتى يستخرج تأشيرة السفر ويسافر مع حلم العمر ... تألم كثيرا في تلك الفترة حتى انه بكي .. فهل هذا هو المعروف الذي اتلقاه منكم بعد هذه السنوات من العمل ...
سافر هيمه مع اوسين الى طوكيو وهناك بدا حياة جديده
ما أخذ من بلده الا شهاده دبلوم الصنايع ... جيتك يا طوكيو... حلمت بك يا يابان وكان يملوه الفرح
وجد حياه الناس غريبة .. الناس في عمل دائم بالرغم من انهم يملكون المال فهم يسكنون في شقق صغير جداً قد يرفض الكثير منا ومن يرغب في تكوين اسره ان يعيش فيها فكل شقه عبارة عن غرفة صغيرة وحمام ومطبخ ولكن كل شئ منظم .. الكثير يذهب للعمل بالدراجه وبذا يمارسو الرياضه .. استرسل هيمه يحكي لي عن اليابان وحياة اليابان حتى تمنيت ان تكون بلدي مثل اليابان .. حكى لي عن مزارع الارز وقال انها مش افدنه ولكنها أحواض صغيرة جداً ويطلقون عليها مزرعة ... هناك الكثير والكثير اللي حاكاه ابراهيم
بدأ ابراهيم الاغتراب عن الوطن مع زوجته اليابانية التي احبته من قلبها ... وقال لي معاملة الزوجه له كالعبادة ... ففرحت لحاله وتمنيت له التوفيق ..أخذ هيمه يتعلم اليابانية في بعض المعاهد بمدينة طوكيو ... ولم ينسى ان يأتي بعد عامين إلى بلده ليشترى شقه بالمعادي فصار السفر من يومها حلم لدي
وظل السفر طويل ... فأين النهاية ... لست أدري ، لست أدري

ليست هناك تعليقات: